'دقات قلب'..عرض فني يجمع أطباء القلب وموسيقيي تونس في سهرة استثنائية
احتضن المسرح البلدي بالعاصمة ليلة الخميس 20 نوفمبر 2025 عرض “دقّات قلب” بقيادة المايسترو محمد عبيد، في تجربة فنية غير مسبوقة جمعت بين موسيقيين محترفين وهواة من أطباء القلب المشاركين في المؤتمر الوطني الـ45 لأمراض وجراحة القلب والشرايين.
العرض، الذي حظي بحضور محلي ودولي لوفود المؤتمر، جاء ثمرة أشهر من التحضير والتدريب، ليقدّم للجمهور أمسية موسيقية متنوعة تمزج بين الموشحات الشرقية، الكلاسيكيات العربية، المالوف التونسي والمعزوفات الآلاتية.
محمد عبيد: “أردنا عرضًا يحمل نبض القلوب… فسمّيناه دقّات قلب”
في تصريح لموزاييك، قال المايسترو محمد عبيد، أستاذ التعليم العالي في الموسيقى وقائد العرض “دقّات قلب هو عرض أعددناه بمناسبة المؤتمر الوطني لأطباء القلب، بحضور مشاركين من عدة دول. اقترحت عليهم أن تكون فرقة النغم العربي، اللي تأسست منذ 25 سنة، هي حاملة العرض… لكن المفاجأة أنهم أحبّوا أيضًا أن يغنّوا ويعزفوا معنا".
وبيّن عبيد أنّ التحضيرات انطلقت منذ أشهر، باختيار الأصوات المناسبة والعمل على انسجام المجموعة " كانت هناك أريحية كبيرة في التمارين. شعرت أن الأطباء لهم رغبة حقيقية في التجربة الفنية".
وعن اختيار عنوان العرض، أوضح عبيد “قدّمت معزوفة دقّات قلب للمؤلف أحمد فؤاد حسن، وهي قطعة عندها خصوصية كبيرة… فيها حوار جميل بين الكمنجات والقانون، اقترحت أن نحمل اسمها للعرض، لأنها تعبّر عن هوية الحدث ومرتبطة باختصاصهم.”
كما كشف أنّ البرنامج كان ثريًا ومتنوّعًا “العرض فيه القديم والجديد: من ألحاني في الثمانينات، إلى الموشحات، إلى الغربي، إلى الازدواجيات الغنائية، وصولًا للمالوف التونسي. أردناه عرضًا متكاملاً.”

تجربة تجاوزت البعد الفني
من جهتها، أكدت الدكتورة سيرين عبيد، طبيبة قلب ومشاركة في العرض، وعضو الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين، أنّ التجربة تجاوزت البعد الفني لتلامس الجانب الإنساني “العرض لمس الحبّ والوفاء والشكر لكل أعضاء الجمعية. فمّا أطباء يعزفوا وآخرين يغنّوا… وحبّينا نخدموا مع فرقة محترفة من خيرة الموسيقيين في تونس.”
وأوضحت أنّ البروفات انطلقت منذ شهر ماي “كان هناك خوف من عدم الوصول لهذا المستوى، لكن الحمد لله… بفضل المايسترو وبفضل كل الإطار المشرف، العرض شرف تونس.”
كما أبرزت أنّ 80% من الأصوات في المجموعة الغنائية هم من أطباء القلب “ حيث أن حضورهم لم يكن رمزيًا… بل كانوا جزءًا حقيقيًا من العرض.”
وأشارت إلى تزامن السهرة مع انطلاق المؤتمر الـ45 للجمعية “وبحضور ضيوف من فرنسا وكندا والبرازيل واليابان… أردنا ان يشاهدوا روعة المسرح البلدي وصورة تونس الجميلة واطاراتها الطبية ومواهبها وفنّانينها.”
واختتمت بالكشف عن مشروع جديد “العرض سيتواصل من خلال فكرة سهرة رمضانية خاصة بأطباء أمراض القلب في شهر رمضان القادم، وهي فرصة لكي تتكرّر التجربة الفنية والإنسانية ”
نجاح فني وإنساني
نجحت سهرة دقّات قلب في جمع عوالم تبدو متباعدة، الطب والفن، البحث العلمي والحس الموسيقي، داخل رؤية واحدة تحتفي بالإنسان وإيقاعه الداخلي.
عرض حمل نبضًا مختلفًا… ورسم صورة مشرقة عن أطباء اختاروا أن يعالجوا القلوب بالعلم وبالموسيقى معًا.
صلاح الدين كريمي